رحموني يكتب: في رحاب مؤتمر الشبيبة أو عندما يتجدد حزب من خلال شبيبته

خالد رحموني
شكلت شبيبة العدالة والتنمية منذ انطلاق أنويتها الأولى في الحركة والعمل، ومنذ انفتاح عملها السياسي والتأطيري والتنظيمي على آفاق جديدة وبديلة، إحدى الروافد الأساسية التي كان الحزب ذاته يعتبرها مدخلا حيويا  طبيعيا، ورئيسا  للتمدد في المجتمع ولاستقطاب والتحاور مع فئة عريضة من الشعب المغربي، ألا وهي شرائح الشباب العريضة والممتدة، لما كان لها من دور إيجابي  وتأثير فعال على مستوى دينامية الحقل السياسي والنقابي والجمعوي حتى صارت اليوم أقوى التنظيمات الشبابية الحزبية المغربية على الاطلاق، بالنظر لمجمل مكونات الحقل السياسي والحزبي بالمغرب المعاصر.

وظلت شبيبة  العدالة والتنمية في علاقتها مع الشباب المغربي، بمختلف روافده الاجتماعية والثقافية، متألقة وقادرة على التعبير الصادق والمباشر والناضج عن مطامح هذه الفئة  العمرية بمختلف تناقضاتها الاجتماعية والثقافية، وحتى المجالية منها والمناطقية والجيلية، اعتبارا لكون الخط الذي كانت رسمته منذ تخلقها الوليد لحظة مؤتمرها التأسيسي الأول، وكذا اعتبارا للعلاقة  التلازمية بين المرجع الفكري والمدرسة السياسية الاصلاحية التي تنتسب إليها، وسلوك مناضليها وأطرها على اختلاف آفاقهم وانحداراتهم، وكذا الإطار الحاضن لنشاطهم العام في التنشئة السياسية والاجتماعية لمناصريها، والمدى المميز الذي انداحت له ووصلته بتلك الفئة  النابضة من الشبيبة المغربية المرتبط، والمستجيبة لخيار الإصلاح في إطار الاستقرار الذي تبناه حزب العدالة والتنمية سبيلا لنضاله السياسي، وطريقا بديلا عن نزعتي المغامرة السياسية والمقامرة بالبلد أواعادة انتاج وضع الجمود والسلطوية والمحافظة على الاستقرار الكاذب والمزعوم بالإبقاء على الأوضاع كما هي من غير اصلاح حقيق عميق.

ولتوضيح الرؤية فيما يخص الاستراتيجية العامة للحزب في استكمال البناء الديمقراطي والمؤسساتي، أوتكتيكاته الخاصة في تطوير آليات النضال الديمقراطي بتحصين المجتمع من النزعات الاستبدادية  المحافظة على جمود الوضع، وسعيا لتحديد العلاقة مع القطاع الشبابي في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا وحزب العدالة والتنمية وعلى وجه الدقة منظمته الشبيبية.
 وحري بنا أن نعيد طرح الأسئلة والاجابات عن الاشكاليات المؤرقة لشعبنا وشبيبتنا المغربية على قاعدة الخط السياسي للحزب،  في سياق تطور نموذجنا الديمقراطي الفريد في سياق متحول يعرف زخما في حركيته وبطابعه الانتقالي، بشكل قد يساعد بلا شك في صناعة تجربة شبابية رائدة ظلت تلهم لسنوات طوال حماس الشباب المغربي والحزبي منه على الخصوص.
إلا أنه وبالعودة إلى المسار الذي قطعته الشبيبة، لا يمكن لأي ملاحظ خصوصا إذا كان منخرطا في تجربتها التنظيمية أومراقبا لها إلا أن يسجل بشكل واضح، كون علاقة الحزب بشبيبته هي علاقة عرفت مدا وجزرا، اختلفت التسميات حولها باختلاف المراحل التي مر منها الحزب/ الشبيبة طيلة تجربتيهما التنظيمية، واعتبرت مرحلة التأسيس والانطلاقة، مرحلة صفاء وتزاوج تام فيما بينها وبين الحزب ساعد على ذلك وضوح استراتيجية الحزب وخطه السياسي، خصوصا في علاقته مع قوى الردة الديمقراطية داخل بنية الدولة، ووضعية الشد والجذب التي كانت تمر منها هذه العلاقة، وكانت الشبيبة آنذاك تعتبر وسيلة من وسائل الحزب  للتنفيس أحيانا في مراحل التضييق والمصادرة والاستهداف عبر انعاش آليات التنشئة السياسية والفكرية وتطوير القدرة التخليقية للشباب، وكذا وسيلة من وسائل الحزب لتعبئة الشارع السياسي.

وفي ذلك كانت الشبيبة متميزة ومتماهية مع قيادة الحزب، كانت الشبيبة قادرة على التعبير الواضح والصادق والفعال لرؤية الحزب لهامش الحركة التي كانت تتوفر عليه، و كذا للمجالات التي كانت تؤطرها وتؤثر في مساحاتها خصوصا داخل الوسط الجمعوي والكشفي والتلاميذي والطلابي لاحقا.
لكن إذا كنا نقول، أن مرحلة التأسيس والانطلاقة هي مرحلة التوافق والتكامل التام، فانه ابتداء من المؤتمر الوطني السادس للحزب خصوصا وما بعده، بدأت سلسلة من التساؤلات تتناثر، وإن بشكل غير معلن في بدايتها :
هل ما زال الحزب في الحاجة إلى شبيبة بالشكل “القديم”  البدائي الذي كانت عليه؟ أي بالشكل الذي كانت فيه حاضرة في المشهد السياسي والحقل الشبابي الذي كانت قد قادته وأطرته أحيانا على قاعدة شعارات تعبوية، وليست  سياسية كبرى بناء على الحاجة الموضوعية لذلك..

وتجلت أهمية طرح هذا التساؤل آنذاك، مع بداية الانفراج في العلاقة مع الدولة وبداية الحوار حول تطوير تجربة “التحول الديمقراطي” و سبل إقراره و الانطلاق فيه، حيث لوحظ بداية التعامل مع الشبيبة ومع بعض الشعارات التي ظلت ترفعها والمواقف التي كانت تعبر عنها، وكأنها ” معلقة وملحقة تابعة” للحزب وللمسار الذي بدأ ينخرط فيه، وأخذ هنالك ارتياب وتوجس من  الدور الذي يمكن أن تقوم به الشبيبة في المرحلة وأصبح البعض ينظر إليه كون هذا الإطار قد يكون مصدر قلق، وقد ينهض بأدوار مشوشة على المشهد السياسي العام، كيف لا، والحزب الذي بدأ في التوغل التدريجي للدخول في النسق السياسي الرسمي من موقع التدبير الحكومي، هو نفسه الحزب الذي ما زالت تتعالى أصوات داخله، بمواقف وشعارات كانت تبدو للحزب “محرجة ” له خصوصا في العلاقة مع الدولة والفاعلين السياسيين الذي انخرطوا في هذه التجربة.
ونحن اليوم على بعد أكثر من 10 سنوات من تلك اللحظات التأسيسية، نعانق مرحلة أخرى بملامح جديدة، يحق لنا أن نتساءل من منطلق قراءة التجربة ، هل كان لزاما على الحزب أن يفرض صوتا واحدا ونمطا واحدا داخله، مشيدا “بما سلف من أدوار لشبيبته ظلت تنحسر في الدور اللاحق والتبعي للحزب، لا تمكنه من ارتياد آفاق جديدة متحررة من اكراهات التدبير والسقوف المحدودة ؟”
 ألم يكن من الأفيد للحزب ولصورته ولعلاقته بالمجتمع وبشريحة أساسية منه أن يترك الشبيبة تمارس شغبها الطبيعي والنقدي ومشاكستها السياسية والفكرية في ما يشبه ضمير الحزب وروحه المتألقة والمنبعثة، وأن يتم التعامل معها كحالة خاصة داخل الحزب لها قيمتها الرمزية و الإشعاعية وبالأساس الديمقراطية؟
هل كان من المفيد للحزب أن يظهر بصورة الحزب النمطي الموحد بشكل كامل حول فكرة النضال الديمقراطي بصيغة الرتابة والجمود والمحدودية في الأفق والانتظارية في الفعل السياسي ؟ هل كان أيضا من المفيد للحزب أن يفرض رؤية واحدة تشيد بالتحولات السياسية الكبرى و “بالانتقال الديمقراطي”، خصوصا و أن عمر هذا الانتقال كما كنا نراه نحن ونؤسس له قد تم التراجع عنه بعد سنوات قليلة من انطلاق مسلسل التناوب التوافقي الموؤود ، ثم نحن الآن في الزمن السياسي الحالي نلمس ملامح حركة الارتداد والنكوص عن المكتسبات التي نضحت بها حركة انبعاث الشارع السياسي، ليسجل الحزب التراجع عن جزء أساسي من الأساسيات المتفق عليها والمتوافق بشأنها : احترام مقتضيات الانتقال الديمقراطي ومنطق السيادة الشعبية وربط القرار  العمومي بصناديق الاقتراع، أي اقرار منطق المسؤولية السياسية ونفي ازدواجية السلطة .

لقد كان، وهذه هي الملاحظة الأساسية، نتيجة التوافق مع الدولة على حساب الحزب وتنظيماته القطاعية خصوصا الشبيبة، جزء من الاشكال الذي كان مطروحا على الشبيبة في علاقتها بالحزب وقيادته بشكل خاص، هو أن الحزب أراد الانخراط في عملية  تطبيع سياسية من خلال مشاركته بل قيادته للحكومة، دون أن يعمل على التهيئ التدريجي للحزب وقطاعاته لهذا التحول في المسار الاصلاحي للبلاد، دفع كل ذلك إلى الحذر الشديد من محظور الاصطدام مع رؤية تختلف و رؤية المشاركة في الحكومة وقيادتها ، و كانت الشبيبة في مقدمة هذا الشك في إمكانية  الاصطدام، ونحن نخاف من أن تتجسد العلاقة بين الحزب وشبيبته بناءا على هذا الارتياب والتوجس الوهمي المبني على الحذر الشديد والإفراط في الشك لتصاغ العلاقة بناءا على منطق  التحكم الأبوي والوصاية غير الناضجة التي تنظر إلى الشبيبة كمصدر للإزعاج الذي يقتضي التحكم والضبط وتقييد الحركة والتفكير.
يمكن القول هنا، إن جزء من الأخطاء التي ارتكبها الحزب على مستوى كيفية تصريف فكرة  الإصلاح الديمقراطي  داخله، هو أنه أراد أن يقع إجماع  مسطح وأملس بلا تضاريس حولها، في حين أنه كان على الحزب في تلك اللحظة أن يترك جزء من الشبيبة تتحرك بحيوية وتنطلق للتفكير بلا قيود أو هواجس مسبقة نظرا لحيويتها ولطبيعة الشريحةو الفئة التي تستهدفها وتخاطبها وبالتحديد نظرا للمرحلة التي تنطرح فيها أسئلة المصير بالنسبة لنا كأمة وشعب ودولة، والوسط الذي تؤطره ” خصوصا الطلابي والتلاميذي والجمعوي”،  أن يترك لهذه المنظمة جزء من حرية النقد وتتبع مسار هذا التحول، بما يضمن الحرص أولا على علاقة طبيعية مع المجتمع،  استمرار جزء من قطاعه في تواصل مباشر معه، وثانيا للحفاظ على العدالة والتنمية كحزب متحرك غير منخرط بشكل  نمطي و جامد في العملية السياسية ولا يرتكن لمعادلة السلطة والموقع بل ينشد لمعادلة الإصلاح العميق والفكرة والمشروع والمجتمع ، و التي كانت شروطها غير واضحة،و نتائجها غير مضمونة …

هنا استحضر دردشة مع أحد قيادات الحزب الاشتراكي الاسباني، حول علاقة الحزب بشبيبته
خصوصا و أن ذات  الحزب هو من يترأس الحكومة  في مرحلة سابقة ، كان جوابه واضحا : شباب الحزب إذا لم يكن راديكاليا نقديا  في مواقفه لا حاجة لنا به، معتبرا أن طبيعة الشبيبة والشباب لا يمكن إلا أن تكون ناقدة ومتحمسة  تحفز النظر إلى الحلم، ولا يجدون أي حرج في كون الحزب الذي يسير الشأن العام هو نفسه الذي ينتظم داخله شباب يحتج ويعارض وينزل إلى الشارع للاحتجاج أحيانا ضد الحكومة التي يرأسونها، بل يعتبرونه عنصر قوة، 
ما ذا لو حافظ حزب العدالة والتنمية وأسس لعلاقة مبنية على الثقة والحرية ؟ هل كانت الشبيبة ستعيش هذا التقوقع  والجمود في النظر والرؤية والخط الكفاحي السياسي والنضالي ؟
 وهل كنا سنضيع الكثير من الوقت فيما عرف بإعادة تأسيس و بناء الشبيبة المناضلة كوعاء لتجديد النخب الحزبية وتطوير الفكر السياسي للحزب، كشبيبة تلعب دور الضمير النقدي الحي الذي يلهم الحزب ويجدده لنصل إلى ما وصلنا إليه الآن؟
هل كان ضروريا أن يتم تحييد الشبيبة عن النقاش السياسي حول الإصلاح الديمقراطي في البلد وآفاقه وتغييبها عن الإجابة عن أسئلة المصير والمسير والمستقبل ؟
 ألم تظهر الحاجة الملحة للحزب إلى مختلف مناضليه و قطاعاته خصوصا الشبيبة أثناء مراحل  إمكانية التراجع عن الانتقال الديمقراطي واستئساد قوى التحكم والردة الديمقراطية ومحاولاتها استعادة المبادرة من جديد ؟
 ألم تكن الشبيبة إن نحن حافظنا على فكرتها النقدية السياسية و توهجها الكفاحي والنضالي وقدرتها النقدية والاقتراحية وطاقتها التأطيرية والتأهيلية وحيويتها المنطلقة، طيلة مرحلة التراجع تلك عن منطلقات فكرة  الانتقال الديمقراطي الحقيقي قادرة على الضغط والتعبئة في الجامعات و الثانويات و المؤسسات الجمعوية والجماهيرية حول الموقف السياسي الذي صاغه الحزب عند نضاله الديمقراطي العنيد من أجل التمكين لقضية الإصلاح السياسي العميق والبناء الديمقراطي الممتد والمتوازن بين المؤسسات السياسية والدستورية ؟
إن كنت، أطرح هذه الأسئلة حاليا، وغيرها التي قد نستحضرها أثناء قراءتنا النقدية لتجربة الشبيبة في علاقتها بالحزب وعلاقتها بالحقل الشبابي عامة ، فإنني أطرحها من جانب رؤية حاجة الحزب إلى استكمال بنائه الديمقراطي وشحذ آلياته في الصراع السياسي للتمكين للفكرة الاصلاحية ، وبناء مختلف أدواته وتنظيماته القطاعية على أرضية سؤال:
بأي أسس سيتم إعادة تحديد علاقة الشبيبة بالحزب؟ وأي مرجعية ستؤطر هذه العلاقة ؟ وبالأساس يجب اليوم البحث في سؤال وإن بدا سطحيا ، لكن عمقه جد مركب ، مرتبط بشكل مباشر باختيارات الحزب الديمقراطية وبمؤسساته الداخلية وبعمقه النضالي وبمشروعه  المجتمعي ، أي شبيبة نريد ؟ هل نريد شبيبة المخيمات والألعاب الرياضية والثقافية؟ أم نريد شبيبة تطرح السؤال السياسي وتكون ضمن أجندتها، سؤال الاستعصاء الديمقراطي في البلد، باعتبار الشباب هم طليعة الفعل التغييري وهم المنوط بهم طرح أسئلة التحول السياسي والانتقال الديمقراطي بلا ريب او تردد أو ارتباك  ؟
و أن تعارض إن بدا لها ذلك جزء من جواب الحزب أو تقييمه للحظة سياسية معينة، و لجزء من خطه السياسي المحكوم بتعقيدات المشهد السياسي وتوازنات المرحلة واكراهاتها ، و تعدد أطرافه والمتدخلين فيه، بدءا من الدولة إلى باقي الأطياف السياسية و الحزبية الأخرى، هل ستترك للشبيبة حرية النقاش والمطارحة لقضايا المرحلة  ؟ أم “سنكبت” صوتها بدعوى طبيعة المرحلة ولضرورات الإسناد السياسي لتجربة وليدة تعيش اكراهات النمو والاستواء ، و مخافة أن يستقرئ الأخر السلطوي هذه المواقف بشكل خاطئ ويحرفها عن موئلها ومظانها.
يجب أن نعي بشكل كامل أن الشباب بطبعه لا “ينضبط” أو يخضع  بشكل  جامد وجاهز وكلي وكامل لما يمكن أن يعرف بمنطق التوافق السياسي لبناء الثقة أ و التراضي التقليدي  لتحصين مسار الإصلاح بعيدا عن منطق التعاقد الديمقراطي والسياسي ، تلك وغيرها من مصطلحات القاموس السياسي الذي يفسر دينامكية الفعل السياسي لدى بعض الفاعلين، و قد نحلل به المرحلة الحالية أو المستقبلية.
إن بداية تحديد العلاقة ، هل هي وصاية أو مصاحبة وتوجيه ذكي أو ما بينهما، يجب أن ينطلق من خلال فتح ورش حزبي كبير يكون عنوانه أية شبيبة نريد اليوم وغدا؟
 يفكر فيه بشكل جماعي و بصوت عال مستحضرين أن حاجة الحزب إلى شبيبة متحركة قادرة على “النقد” والاقتراح وبناء الحلم الجماعي في التغيير لغد أفضل، شبيبة قادرة على اتخاذ المبادرة، هي أفضل للحزب من شبيبة منهوكة انتظارية  مهزومة متراخية ومحدودة الأفق السياسي والفكري والنضالي والكفاحي
ونحن اليوم، نعيش نشوة الانتصار الديمقراطي الذي حققناه على الصعيد الداخلي بعد المؤتمر الوطني الأخير للحزب والدي حمل على صهوة ربيع الحراك الديمقراطي التي حملته إلى دفة التدبير العمومي للشأن العام، بعد ردات الثورات الشعبية الممتدة على نطاق واسع والتي ألهمتها الشبيبة المغربية كما العربية روحا الانتقال والانتفاض والانبعاث وطرح أسئلة الدمقرطة والتنمية والنهضة والوحدة والاستقلال ، لا بد و أن نستكمل هذا الانتصار باستكمال مسلسله بدفع الشبيبة إلى الانطلاق مجددا  وبروح جديدة وثابة ، و مساعدتها على النهوض مجددا و تجاوز حالة النكوص والتيه والتردد الذي تعيشه على مستوى خطها النضالي وفعلها السياسي وديناميتها التأطيرية، على أنه لا يجب الاقتصار في ذلك على بعض من الأنشطة الإشعاعية التي لها – طبعا- صداها و إشعاعها وأهميتها، بل بالبحث أيضا عن مخرج حقيقي و شامل لازمة الشبيبة المغربية عامة وفي صميمها أسئلة المصير المغربي واصلاح عطب الدولة وإنهاض المجتمع برمته ، حماية لحق جيل آخر من الأجيال الصاعدة التي انخرطت في الحزب وحملت هموم الإصلاح الديمقراطي وحلم النهضة الحضارية الشاملة للأمة ، لحقها في أن يكون لها أداة حزبية ديمقراطية قادرة على استيعاب جل قطاعاته مهما كانت الأصوات التي قد ترتفع أحيانا داخله و التي قد تبدو بأنها ” نشاز” وشاردة ومغردة خارج السرب ، لحزب يفتخر بشبيبته و بقدرتها على مشاكسة الوضع السياسي العام،  دون إغفال دورها الأساسي في تطاير الشباب  تربويا وتنشئتهم فكريا وسياسيا ، و أيضا النهوض والاضطلاع بمسئوليتها  التاريخية في الانخراط غير المتردد في كل المعارك الوطنية الشاملة، والإجابة بروح تجديدية مغامرة ومتألقة على أسئلة المرحلة الموسومة بالانتقال الديمقراطي الحقيقي .
بورك مؤتمركم ، وميسرة أموركم.
*عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.