ديدة: ما وقع في مهرجان الأفلام الوثائقية بالعيون “خطأ فظيع” و”جهل بالتاريخ”

ضجة كبيرة تلك التي أحدثها فيلم وثائقي معروض ضمن مهرجان الافلام الوثائقية بالعيون، نهاية الأسبوع الماضي، حول تحريف شخصية تاريخية من رموز قبائل الصحراء المغربية، دفعت المركز السينمائي إلى اصدار بلاغ قال فيه إن الفيلم “قد تجاوز مجال الإبداع إلى جهل تام ومدان لشخصية تاريخية وازنة بالأقاليم الجنوبية”.
واعتبر المركز ذلك “تجاوزا غير مسموح به في مجال الصناعة السينمائية، لا سيما وأن الأصل في الأعمال الوثائقية هو سرد الحقائق الموثقة وليس التخييل المباح بالأعمال السينمائية الأخرى، والالتزام بالحقائق التاريخية كما هي واردة بالوثائق الثابتة”.
وبالمناسبة، قال محمد لمين ديدة، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن ما وقع خطأ فظيع، وجهل كبير بالتاريخ، وفيه مس مباشر بأحد رموز أكبر قبيلة في الصحراء، وهو أمر مستنكر.
وشدد ديدة في حديث لـ pjd.ma، أن الفيلم الوثائقي المعني خرج عن سياقه السينمائي والتوثيقي، ولم يستحضر التاريخ من مراجع معتمدة ونزيهة وصحيحة، ولذلك ما قدمه كان فيه تضليل للمشاهدين والمتابعين.
ودعا المتحدث ذاته صناع الأفلام إلى ضرورة الانتباه لخصوصيات المنطقة، وأن يحرصوا على تقديم الحقيقة وليس تشويه التاريخ والشخصيات.
واعتبر ديدة أن قرار المركز السينمائي التحفظ على الجائزة مستقبلا، هو أيضا أمر خطأ، لأن المطلوب في الوقت الراهن إيقاف الفيلم، والعمل على وضع معايير جديدة لإنتاج هذا الصنف من الأعمال، لكن الدعم يجب أن يبقى لأن فيه تثمين للثقافة والموروث الحساني.
هذا ونبه المسؤول الحزبي بالعدالة والتنمية، إلى أن ردة الفعل التي خلفها الفيلم بالأقاليم الجنوبية متفهمة وطبيعية، ليس لأن الشريط يمس قبيلة زيد أو عمر، بل لأن فيه تزوير وتحريف للتاريخ ونسب القبائل، وللموروث المشترك.
كما عبر شيوخ وأعيان قبائل صحراوية عن انتقادهم لما وقع بالمهرجان، وكذلك عدد من الأكاديميين والباحثين بالجنوب، ومنهم رابطة الدكاترة والباحثين الشباب بالسمارة، والتي أكدت في بيان، 28 دجنبر 2022، أن الشريط لم يلتزم بمنهجية علمية في إبراز تاريخ المنطقة.
وشدد البيان أن الأمر يتجاوز المسؤولية التقصيرية للمشرفين على المهرجان إلى المسؤولية التدبيرية المفترضة في المركز السينمائي المغربي، وأيضا قطاع الثقافة باعتبار وصايته، والذي لم تتعامل هيئاته المشرفة بالجدية والاحترافية المطلوبتين في الموضوع، منتقدة هروب المركز إلى الأمام.
وكان والي جهة العيون الساقية الحمراء، قد أمر بوقف المهرجان المذكور، بعدما تمت الإشارة في فيلم “زوايا الصحراء زوايا وطن” للمخرجة مجيدة بنكيران، إلى أن الشيخ “سيدي أحمد الركيبي” ليس مغربيا وليس وليا من أولياء الله الصالحين لأنه عاقر.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.