الشويكة: ابن كيران عبء على من يريدون مشهدا سياسيا خانعا ومن تزعجهم استقلالية المواقف

بعد نتائج الانتخابات الجزئية بفاس وبنسليمان، رجعت الابواق المأجورة مرة أخرى الى معزوفتها الغريبة التي تدعي أن مشكلة حزب العدالة والتنمية هي أمينه العام، الذي يعتبره البعض (ويال العجب) عبئا على الحزب، ويتقمص هؤلاء المدّعون دور المدافع عن حزب يتمنون إعادة ترميمه على يد “الشباب”..
وجه الغرابة في هذا الادعاء الذي أصبح يتمدد يوما بعد آخر، هو أن هؤلاء الغيورين على الحياة الحزبية، لم يروا العبء إلا في أمين عام جاء به مؤتمر استثنائي وصوّت عليه بطريقة ديمقراطية أكثر من 87 بالمائة من المؤتمرين وهو في بيته.
فكيف يكون عبئا على حزب عقد مؤتمره أياما قليلة بعد نكسة 8 شتنبر، واستطاع أن يتداول مؤتمروه في أجواء نقدية راقية، دون أن تتطاير الصحون في سماء القاعة؟ كيف يكون عبئا من حصل على 87 من أصوات الموتمرين، والحال أننا نرى أمناء عامون يصعدون بتصفيقات الجمهور أو بإبعاد المنافسين بالطرق البئيسة؟ لماذا لم يطالب المدعون هؤلاء الأمناء بالتنحي، والحال أنهم هم العبء الحقيقي، ليس فقط على أحزابهم، بل على الحياة السياسية والبلد برمته؟
أما إذا كانت نتائج الانتخابات الجزئية سببا في تجديد عزف هذه الأكذوبة الوهمية، فهي حجة مضادة لزعمهم، لأن كل مؤشرات التعافي الحزبي ظاهرة لا غبار عليها رغم أنها خطوة في بداية الطريق، وأما انتزاع تجار الانتخابات للمقعد، فلا يعد انتصارا، بل هو تكريس لأزماتنا المركبة.
إذا كان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبئا، فهو ليس عبئا على من صوتوا عليه بالأغلبية المطلقة في مؤتمر مستقل عصي عن آلة التحكم، وإنما هو عبء على من يريدون مشهدا سياسيا خانعا خاليا من الازعاج المطلوب، عبء على من لا يقبل استقلالية ولو جزئية في الموقف السياسي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.