محمد عصام يكتب: رجاء اسكتوا وهبي !!

يصبح منظر عبد اللطيف وهبي وزير ما تبقى من العدل، مدعاة للشفقة، حين يتجرأ ويلبس جبة الفقيه المفتي، ويصير مثيرا للقرف والغثيان حين يكشف أمام الأشهاد بضاعته “الصفر” في معرفة آيات القرآن الكريم، وعجزه حتى عن مجرد تلاوتها بشكل سليم، كما وقع قبل يومين حين قرأ قول الله تعالى ” ولا تقْف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا” حيت قرأ ب “ولا تقِف “بكسر القاف، وغيرها من الآيات التي ارتكب  مجازر في قراءتها.
هذه الصورة كان مثار سخرية عموم المغاربة في منصات التواصل الاجتماعي، الذين تساءلوا عن الذنب الذي ارتكبوه حتى يبتلوا بهذا النوع من المسؤولين، أصحاب “السنطيحة العريضة”.
وهبي الذي يكثر من الخرجات، والذي يبدوا أنه له عشقا مرضيا “لمعاقرة” الميكروفونات، قبل ثلاث أيام وبكل غنجهية قال إنه وحده ومعه أخنوش وبركة من يمسكون بزمام “الحقيقة كل الحقيقة”، وأنهم وحدهم من يملك شرعية تقطيرها على المواطنين متى شاءوا وكيف شاءوا،
ووهبي أيضا هو من سبق لهم أن ادعى “بزلقة لسان” ، أنه وحزبه الأقرب إلى الله من غيره من الناس.
ووهبي أيضا هو من يخرج بمناسبة وبدونها ليتحدث عن تعديلات في القانون الجنائي تمس الحريات الفردية ويبشر بفتوحات ترضي ما يدعيه انتماء “لخندق الحداثة”، بعيدا عن القنوات التي يجب أن يصرف فيها مثل هذا القول، وقفزا على التشاور والتوافق الذي يجب أن تحصن به مثل هذه القضايا ذات الأبعاد المجتمعية والقيمية والعقدية المتشابكة والمترابطة، مما يجعلها فوق طاقة من يدعي امتلاك ناصية الحسم فيها بمفرده.
تناقضات وهبي سار بها الركبان، بل أصبحت جزء من الصورة التي ساهم بمثابرة و”سنطيحة” في رسمها عن نفسه، فتناقضاته جزء من بنية خطابه، حتى أننا يمكن أن نقول، أنه حيث ما وجد التناقض والعبث فابحث فستجد هناك “وهبي” أو شبيها له.
فالكل يتذكر كلامه العريض عن 17 مليار درهم التي كشفت عنها المهمة الاستطلاعية حول المحروقات، وأنه لا مجال لمسامحة أخنوش عنها ولا عن عبث “جود” في توجيه السلوك الانتخابي، وأيضا أنه كأمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة يرفض رفضا باتا ومطلقا أن يكون وزيرا في حكومة يرأسه فيها أمين عام حزب آخر كائنا ما يكون.
كل هذا الكلام تلاشى أمام إغراء المقعد وامتيازاته، ولو كان هذا المقعد مجرد ظل خافت لا يكاد يرى ولا أثر له في السياسة الجنائية للبلاد.
مشكلة بعض السياسيين في هذا البلد، أنهم يراهنون على النسيان، وأن ذاكرة الناس قصيرة، وأن الجرأة في الكذب وفي الفهلوة دليل على النباهة في السياسة، والحال أن التاريخ لا يرحم ويسجل لكل واحد ما اجترح من الأعمال والأقوال على حد سواء.
فما الذي سيتبقى من وهبي ومن أخنوش بعد أن تنصرم ولايتهما ولو بعد حين؟
وفي أي خانة سيضعهما التاريخ ومعه الناس بعد أن تنجلي سطوة طبخة 8 شتنبر؟
لقد مرت أجيال من الساسة في تاريخ المغرب كثير منهم لا يذكرهم أحد، بل أن الجيل الحالي لا يعرف حتى مجرد أسمائهم، بله أن يتذكر لهم صنيعا يذكرون به بين الناس، في حين هناك ثلة من “الأولين وقليل من الآخِرين” ستظل ألسنة الناس تلهج بذكرهم الطيب وبفعالهم الحسنة إلى يوم الدين، ومناط الذكر من عدمه في جماع كلمة واحدة هي المصداقية وبلغة سي عبد الله باها رحمه الله “المعقول”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.