محمد عصام يكتب: متى يعلنون نهاية “وهبي”؟ !!

أمس صادق مجلس الحكومة على مشروع قانون متعلق بالعقوبات البديلة، والذي جاء حسب البلاغ، في صيغته الأخيرة المصادق عليها خاليا مما أسماه الوزير وهبي بـــ “شراء أيام الحبس”، و “زاد فيه” حتى أنه وبكل “سنطيحة” حدد مقدار الثمن بين 100 درهم لليوم إلى 2000 درهم.
هذه المصادقة تعني أن الوزير المصاب بمرض “الإسهال الكلامي”، قد فشل في تمرير “أضغاث أحلامه”، وأنه حتى داخل الحكومة وضمن تحالفه يعيش عزلة قاتلة، وأنه لا يستطيع إقناع حلفائه فبالأحرى أن يقنع المجتمع والفاعلين السياسيين والحقوقيين بما اقترفه لسانه الذي بلا “زمام”.
هذا الفشل المعلن رسميا في بلاغ مجلس الحكومة، سبقه فشل، بل فضيحة كبرى لو وقعت في بلد آخر غير المغرب، لما تردد صاحبها في “حط السوارت” ومغادر الحكومة لحظة واحدة.
يتعلق الأمر ببلاغ مؤسسة الوسيط وبلاغ رئيس الحكومة المتجاوب معه، بخصوص مباراة المحاماة.
البلاغان يقولان بوضوح بين سطورهما وبين كلماتهما، إن تدبير وزير العدل وهبي لامتحان الأهلية كان فاشلا جدا جدا، وأن كل العنتريات التي اقترفها وهو يخوض حروبه “الدون كيتشوتية ” ضد أبناء الشعب، قد ورطت الحكومة ومعها البلد برمته في “فضيحة” لم يسبق أن شهدتها مباراة عادية للمحاماة كانت تقام بشكل اعتيادي وبدون مشاكل، وقد لا يسمع بها كثير من المغاربة، حتى جاء وهبي بـــ “عجاجته”، فأصبحنا حديث الخاص والعام.
وهبي نجح فقط في سحب قانون تجريم الإثراء غير المشروع، وفشل إلى حدود الساعة أن يخرج مجموعة القانون الجنائي التي وعد بأن التعديلات التي ستدخل عليها ستكون شاملة، ولم نر منها إلى اليوم غير “النبق”.
وهبي لم ينجح إلا في مهمة واحدة، وهي تحويل موقع وزير العدل، إلى صورة كاريكاتورية مثيرة للشفقة، وهو يحاول أن يدعي”كما القط انتفاخا صولة الأسد”، حين قال وبعظمة لسانه ” أنه وزير العدل ويعرف لون “تقاشر” الناس وربما حتى روائحها” .
وهبي يراكم الفشل حيثما حل وارتحل، ولسانه يسبقه بكلمترات مربعة، وكان الأولى به أن يتمرن على لجم لسانه وأن يعلمه التحفظ الذي يليق بموقعه كوزير في حكومة بلد اسمه المغرب، كيف يزن كلامه قبل إطلاقه على عواهنه.
وهذا نفسه ما يقع في موضوع مدونة الأسرة، فوهبي الذي يعشق البوز منذ أن كان رئيسا لفريق البام بمجلس النواب، ومقاطع الفيديو ما زالت موجودة تدينه وتثبت في حقه، أنه كان مجرد كومبارس وبائع كلام ليس إلا، بتناقضاته التي لا تنتهي، لا يألو اليوم جهدا في صنع “الجعجعة” و”الفرقعات الإعلامية”، وهو يبشر بتعديلات لن يقبلها المجتمع المغربي إطلاقا، كما أن حلفاءه في الحكومة لا قدرة لهم بتحمل تبعاتها، ليبقى السؤال بعد كل هذا الفشل المتراكم، ماذا ينتظر وهبي لكي يغادر الحكومة؟ هل ينتظر “خراب مالطا” كما يقال؟ ثم ماذا ينتظر رئيس الحكومة بعد كل هذا الفشل والسقوط حتى يقترح على صاحب الجلالة بإقالته من الحكومة؟

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.